في علم المعارف والصفات الإلهية (11) الخافض – الرافع.. المعز – المذل

 

 

 

حلقات يكتبها: محمد أنور

الخافض – الرافع

سبحانه وتعالى وحده هو الخافض وهو الرافع، هو الخافض للمتكبرين في الأرض والجبارين والظالمين بطردهم من رحمته، ولا راد لقضاء الله إذا أراد أن يخفض من شأن إنسان أو يريفع شأنه فلا معقب لحكمه.
وفى القرآن الكريم امثلة كثيرة عن المتكبرين والجبارين والظالمين من أول إبليس عندما أمره الله بالسجود لادم فاستكبر وعصى وقال: أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين، وبسبب كبرياء إبليس وعصيانه حط الله من شأنه وطرده من رحمته، ولم يجعل له قدرا ولا وزنا، وظن إبليس أن مكانته السابقة عند الله بسبب عنصر تكوينه، فاحتقر آدم المخلوق من الطين، فلقنه الله درسا لن ينساه هو ومن سار على نهجه .
يطرد الله تعالى من يشاء من رحمته، ويخفض منزلتهم بعد أن رفع اقدارهم، ويعلى مكانة من يشاء من عباده.
يجب علينا أن ندرك معانى إسم الله تعالى الخافض واسمه تعالى الرافع، أن الله وحده هو القادر على كل شيء بيده ملكوت السموات والأرض، فلا سبيل للإنسان للنهوض والرفعة إلا بالله وطريق الله، ويلجأ إلى الله عز وجل في كل شيء، ووحده الله تعالى الذى يخفض الباطل ويرفع الحق وأهل الحق وأن يوالى أولياء الله تعالى ويعادى أعداء الله.
اللهم أرفع راية المسلمين واخفض راية اعداء الدين، واحفظ اللهم بلادنا واوطاننا من كل سوء يارافع الدرجات ومعز الضعفاء.

المعز – المذل

سبحان الله وحده المعز لمن يشاء والمذل لمن يشاء، وهذا دليل على قدرة الله المطلقة وقوته الكبيرة، ولا يتم شىء إلا بمقتضى حكمته وعدله.
كل من اعزهم الله تعالى كانوا يستحقون العزة والرفعة، والذي اذله الله فلا معز له إلا الله، وهناك أمثلة كثيرة لمن اعزهم الله سبحانه وتعالى المعز.. أعز الاسلام وزينه ورفع من قدره، ويكفى عزة أنه نزل على اعز خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، واكرمنا بخير الانبياء والرسل واكرم الرسالات السماوية.
وأعز الله المؤمنين السالكين دروب الانبياء والصالحين المتمسكين بدين الله العزيز.
وعلينا أن ندرك أن كل العزة هى في التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكل الذل والمذلة لمن عادى الله وانبيائه، فكل الذل في البعد عن الله.
اذل الله كل من أعرض عن ذكره، إذل فرعون وقارون وهامان د، واذل أبا لهب، وأبا جهل، اذلهم في الدنيا ويذلهم في الآخرة، واعد لهم وأمثالهم عذبا اليما.
العز الحقيقي في الإيمان بالله وفى القناعة والرضا والاستغناء عما في أيدى الناس، وأما الذل فهو في الكفر والشرك بالله، وأن يدور الإنسان في فلك شهواته ورغباته، وأن يملأ الطمع والحرص والحقد والكراهية والحسد قلبه.
اللهم نسألك أن تعز الاسلام و المسلمين، وأن ترفع أوطاننا وتنصرنا على اعداء الله.

اقرأ فى هذه السلسلة:

في علم المعارف والصفات الإلهية (10) العليم ..القابض – الباسط  

زر الذهاب إلى الأعلى