الكواليس السرية لمفاوضات الهدنة في غزة.. التفاصيل

كتب: إسلام فليفل

تواصل مصر وقطر جهودهما بشأن مفاوضات الهدنة في قطاع غزة، وذلك بهدف إنهاء النزاعات وخفض حدة التوتر في المنطقة، حيث تعدّ مصر وقطر من الدول العربية الرئيسة التي تتدخل في تلك المفاوضات وتسعى لتحقيق الاستقرار والسلام في قطاع غزة.

وغادر الأسبوع الجاري كبار المفاوضين من طرفى النزاع من قطر خلال محادثات التهدئة، ولكن دون إحراز أي تقدم ملموس نحو التوصل إلى اتفاق لوقف القتال.

وقالت مصادر رفضت الكشف عن نفسها إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، ونظيره المصري عباس كامل ورئيس المخابرات الإسرائيلية الموساد ديفيد بارنيا غادروا الدوحة مساء أول أمس الأحد.

وأثناء وجودهم في قطر، انضم إلى (الثلاثة) في المفاوضات رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن والزعيم السياسي لحركة حماس المقيم في الدوحة إسماعيل هنية.

وأكدت المصادر: أن المفاوضات كانت معقدة وصعبة للغاية ولم يتم الوصول غلى أي حلول جذرية، مشيرة إلى أن إسرائيل و حماس لا تظهرا مرونة كافية للتوصل إلى اتفاق، حيث لا تزل الفرق الفنية والعناصر ذات الرتب الأدنى من وفود إسرائيل والولايات المتحدة ومصر في الدوحة.

وأضافت المصادر أن من بين العقبات الرئيسية التي تحول دون التوصل إلى اتفاق تحفظات إسرائيل القوية بشأن أعداد وهويات المعتقلين الفلسطينيين الذين تريد حماس إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح ما يقدر بنحو 100 رهينة تحتجزها.

طلبات إسرائيل

وتعترض إسرائيل أيضًا على مطلب حماس الرئيسي بأن يعقب وقف إطلاق النار مدة ست أسابيع وقف دائم للأعمال العدائية وانسحاب كامل من قطاع غزة.

وقالت المصادر إن إسرائيل تطالب أيضًا كبار قادة حماس في غزة، بما في ذلك يحيى السنوار، بمغادرة غزة كجزء من الصفقة. وقد رفضت حماس هذا الطلب.

كما رفضت إسرائيل مطلب حماس بالسماح لأولئك الذين شردتهم الحرب ـ وهم الأغلبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ـ بالعودة دون قيد أو شرط إلى منازلهم خلال المرحلتين الأولى والثانية من الصفقة المقترحة.

ولجأ ما يقدر بنحو 1.5 مليون إلى النزوح لمدينة رفح في جَنُوب غزة على الحدود المصرية.

وتهدد إسرائيل بغزو المدينة، مدعية أن ذلك ضروري لتحقيق هدفها الحربي الرئيسى المتمثل في تفكيك قدرات حماس العسكرية.

وإلى جانب النزوح واسع النطاق، أدت الحرب في غزة حتى الآن إلى مقتل أكثر من 32 ألف فلسطيني وإصابة ضعف هذا العدد.

و خلقت الحرب أزمة إنسانية كبيرة، حيث يواجه الكثيرون العديد من الصعوبات سواء بسبب الوباء والمرض ونقص الدواء والغذاء، مع ظهور المجاعة في الشمال.

واندلعت الحرب بعد هجوم شنته حماس على جَنُوب إسرائيل في 7 أكتوبر أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص. كما احتجز المسلحون نحو 240 رهينة.

عدد الأسرى

ونقلا عن رويترز، قال مسؤول إسرائيلي، إن الولايات المتحدة قدمت “اقتراحَا تقريبيا” لعدد المعتقلين الفلسطينيين الذين ستطلق من أسرهم مقابل كل رهينة تطلقها حماس في أي هدنة جديدة في غزة.

وقال المسؤول الإسرائيلي: خلال المفاوضات في الدوحة، أنه يوجد فجوات كبيرة بشأن مسألة نسبة المعتقلين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل من الرهائن الأربعين الذين تجري مناقشة إمكانية استعادتهم.

وأضاف، طرحت الولايات المتحدة اقتراحًا لسد الفجوة، وهو ما ردت عليه إسرائيل بشكل إيجابي، حيث إن المسؤول الذي لم يذكر تفاصيل أن رد حماس معلق.

واقترحت حماس إطلاق سراح ما بين 40 إلى 45 رهينة من الإناث والقاصرين والمسنين والمرضى مقابل إطلاق سراح ما يصل إلى 1000 فلسطيني.

واقترحت أيضًا أنه مقابل كل جندية إسرائيلية تحتجزها – يُعتقد أن هناك حوالي خمس – يجب على إسرائيل إطلاق سراح 50 فلسطينيًا، 30 منهم يجب أن يكونوا من الشخصيات البارزة الذين يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد أو لفترات طويلة.

وقالت إسرائيل إن هذا الاقتراح غير واقعي.

وبموجب هدنة استمرت أسبوعَا في أواخر نوفمبر الماضى، أطلق من الأسر 300 معتقل فلسطيني مقابل نحو 100 رهينة كانت حماس تحتجزهم.

وإلى جانب الرهائن المئة الذين لا تزل حماس تحتجزهم، يُعتقد أن 30 في الأقل ماتوا خلال الاحتجاز.

انتقادات لاذعة من الأمم المتحدة

واستأنف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري سامح شكري: انتقاداته اللاذعة لتصرفات إسرائيل في غزة والعقبات التي تضعها أمام إيصال المساعدات الكافية لسكان القطاع الساحلي.

وقال غوتيريش إن إرسال كميات كبيرة من المساعدات يتطلب من إسرائيل إزالة العقبات المتبقية والاختناقات أمام الإغاثة، الذي قال إنه اكتشف تحسنا طفيفَا في تدفق المساعدات إلى غزة.

وأضاف: “الأمر يتطلب المزيد من المعابر ونقاط الوصول”. “إن الطريقة الوحيدة الكفأة والفعالة لنقل البضائع الثقيلة هي عن طريق البر.”

ويزور غوتيريس مصر والأردن، حيث التقى بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الأحد وسافر يوم السبت إلى الحدود المصرية مع غزة حيث قال إن تراكم المساعدات الموجهة إلى غزة يمثل انتهاكًا أخلاقيا.

وتراكمت تبرعات المساعدات في منطقة شمال سيناء المصرية القريبة من حدود غزة، ولم يتم إرسال سوى كميات محدودة عبر معبر رفح المصري ومعبر كرم أبو سالم الإسرائيلي.

ودفع التأخير في تسليم المساعدات إلى غزة العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة ومصر والأردن والإمارات العربية المتحدة، إلى استخدام عمليات الإنزال الجوي والسفن لتوصيل المساعدات. ويعتقد على نطاق واسع أن المبالغ الذي تم تسليمها حتى الآن لا تذكر.

وقال غوتيريش إن الأمم المتحدة تعمل جاهدة للحفاظ على تمويل وكالتها للاجئين الفلسطينيين، الأونروا، التي وصفها بأنها العمود الفقري للمساعدات الإنسانية داخل غزة.

وأوقفت عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا، تمويلها للأونروا بعد اتهامات من إسرائيل بأن عشرة من موظفي الوكالة البالغ عددهم 13 ألف موظف في غزة شاركوا في هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل.

وأضاف: “نحن نواصل التحقيق لتحديد أي انتهاكات… نحن نراجع الوضع لتحسين قدرة الأونروا وضمان الاحترام الكامل لأخلاقيات الأمم المتحدة”.

وأشار إلى أنه يؤدّي دورًا حيويًا ويجب تقدير موظفيها في غزة. لقد قُتل الكثير منهم، وهذا يجب أن يحظى باحترام الجميع.

طالع المزيد:

تقدم في مفاوضات الهدنة الممتدة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.

زر الذهاب إلى الأعلى