التعدد.. ما بين الحب والنزوة

كتبت: أسماء خليل
كثير من العلاقات التي نراها فى المجتمع تستدعي الانتباه والحَيرة، وعلى إثر ذلك يجول بخاطر المتأمل فكرة أو عشرات الفِكَر والتساؤلات: لماذا رغم امتلاك رجل لامرأة على قدر فائق من الجمال والعلم والحنو والثقافة والصبر يحب غيرها؟!.

اقرأ أيضًا.. طوال شهر رمضان| وجبة “إفطار صائم” على طرق كفر الشيخ


بادئ ذي بدء، شِئنا أم أبينا فتعدد الزوجات حق من حقوق الرجل، ولكن لابد قبل الإقدام على أي خطوة من شأنها الإلحاق بالضرر النفسي على الآخر، أن نسأل هذا السؤال : هل عندما يحب الرجل غير زوجته يكون حبًّا حقيقيًّا أم مجرد نزوة ؟!.. هل هو حب حقيقى يتضمن معانٍ سامية كالتضحية والاحتواء والعطاء بلا مقابل؟!.. أم أنها مجرد مشاعر مرهونة بما يمنحه الآخر للمحب وحينما ينقطع المدد تتوقف تلك المشاعر عن التدفق؟!
وفي الحقيقة هناك نزوات من قِبَلِ بعض الرجال لا علاقة لها بالحب.. إنها فقط مجرد مشاعر طبيعية جرَّاء رؤية وإعجاب رجلٍ ما بامرأة مختلفة عن زوجته سواء في الشكل أو الجوهر.. ونجد أن الله تعالى قنَّن تعدد الزوجات وجعله مرهونًا بشيء غاية في التعقيد وهو العدل، وحقًا لن يستطيع أي رجل أن يعدل بين زوجتين.
وقياسًا على ما سبق إذا كان لرجل اثنين من الأصدقاء أو الأخوة أو اثنين تربطه بهما أي نوع من أنواع العلاقات الإنسانية؛ حتمًا ستجده يميل لأحدهما أكثر من الآخر، ربما لمآثره، أو لأنه شديد العطاء بمشاعره الفياضة، أو بلا مبرر.
وإذا كان العدل في مقدار المحبة كمية يمكن تقديرها بميزان الحياة؛ لكان النبي- صلى الله عليه وسلم- أولى بذلك إذ أنه حينما سُئل أي الناس أحب إليك يا رسول الله قال :عائشة، قيل ثم من؟! قال: أبوها.
إن النبي – صلى الله عليه وسلم – عدَّد الزوجات بأمرٍ من الله تعالى لحكمة غايتها الرحمة بالنساء ولا أحد يعلم ذلك؛ إذ أنه إذا لم يتزوج الأكبر منه سنًّا والأصغر منه والأرملة والمطلقة ما تزوج منهن أحد، فهناك من يطبقون السنة قياسا على ما فعله الرسول – صلى الله عليه وسلم – لا على الأحاديث المسموعة، فنجده لم يرد أن يحج كل عام وحج في حياته مرة واحدة فقط حتى لا يكون الحج كل عام لزامًا على الأمة ..
وإذا كانت هناك ضرورة للزواج الثاني، فلماذا يختار بعض الرجال الفتاة صغيرة السن، وليست من فاتها قطار الزواج كما يقولون ؟!.. لماذا لا يتزوج الأرملة والمطلقة ؟!. المرأة المعيلة التي تحتاج لمن يعولها ويرعى أبناءها ؟!.. أوليس ذلك يدعو للعجب حقا ؟!
إن ما يمنحه الإسلام للرجل من صلاحيات لا يمنحه له أي دين آخر ويُسمى ذلك الحرية.. التي لابد أن يعي الرجل معناها جيدًا، فالحرية هي قمة المسؤولية فلا عجب أنه كلما أصبح الإنسان حرًّا كلما أصبح أكثر قيودًا.
إنَّ المرأة ليست فردًا واحدًا بالأسرة بل هي كيان، وينبغي أن يتعامل الرجل معها بحكمة ويشعرها بالاحتواء، فالإخلاص والصفات النبيلة لا يتم طلبها في العلاقات الروحية إن مجرد استجدائها إساءة للحب.
رجل هذا الزمان: لا تفتنك امرأة غير زوجتك التي تحبها؛ فتترك العالم وتذهب إليها، وتذكر دائمًا قول عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – ” أوكلما اشتهيت اشتريت ” ؟!

tags موضوعات ذات صلة

“افتقدتك كثيرا” مونيكا محي الدين تُرثي أمها بهذه العبارات

السيسي يستقبل وزير خارجية مالي لبحث تطورات عدد من القضايا الإقليمية

رئيس الوزراء: غلق المحال والمولات والكافيهات والسينما والمسارح من 9 مساء

زر الذهاب إلى الأعلى