طارق متولى يكتب: يوميات زومبى (57 ) ياما للزومبى حكاوى

استمعت اليوم إلى أغرب حكاية حدثت للأستاذ منتصر صاحب محل الموبايلات منتصر رجل قارب على الخمسين من عمره يحتفظ بجزء كبير من وسامته فقد كان شابا وسيما ومرحا وكان محط إعجاب فتيات كثيرات لكنه مع ذلك لم يتزوج ولم يستقر فى أى عمل من الأعمال الكثيرة التى توفرت له فى أماكن جيدة، وانتهى به الحال بمساعدة شقيقته الكبرى الميسورة الحال بتأجير محل لبيع الموبايلات وكروت الشحن وغيرها من الأكسسوارات لم يكن محل كبير أو تجارة كبيرة لكنه كان يكفيه لتيسير أحواله.

وفى يوم تعرف منتصر على فتاة تصغره بعدة سنوات دخلت لتشترى من المحل وأعجب بها كثيرا فقد كانت جميلة ،ناعمة ، وجريئة، فقرر الإرتباط بها على الفور بعد أن وجد منها التشجيع المطلوب.

ولما كانت الفتاة من نفس الحى وكثير من الأصدقاء يعرفونها ويعرفون والدها صاحب مخبز على بعد شارعين من محل منتصر أخبروه بأنها كانت مخطوبة عدة مرات وتم فسخ خطبتها، وأن سيرتها لم تكن على مايرام ثم نصحوه بعدم الارتباط بها لكنه صمم أمام جمال الفتاة وإغراءها له.

وبالفعل خطبها وبدأ فى تجهيز شقته استعدادا للزواج، وفى هذه الأثناء كانت تتردد عليه فى المحل وتجلس معه أحيانا تتناول معه طعام الإفطار أو الغداء، ويحضر لها العصائر ويقدم لها الهدايا المختلفة، حتى كان يوم أتت لزيارته فى المحل وكالعادة أحضر لها شيئا لتشربه لكنها طلبت منه بعض الحلوى من محل آخر قريب فذهب على الفور ليحضرها، وتركها فى المحل ثم عاد ومعه الحلوى وقدمها لها، فأخذتها وغادرت المحل على وعد باللقاء فى اليوم التالى.

بعدها جلس يمارس عمله عندما اكتشف اختفاء كمية كبيرة من كروت الشحن بآلاف الجنيهات، فجن جنونه وراح يبحث مرارا وتكرارا فى المحل ويعيد حساباته ويحاول أن يتذكر إذا كان أحد قد دخل المحل غيره لكنه لم يعثر للكروت على أثر.

كان لديه فقط أرقام الكروت مسجلة فى قائمة المشتريات، اتصل بشركة المحمول الخاصة بكروت الشحن فأخبروه أنه من الممكن عندما يقوم أحد بشحن أى من هذه الكروت أن يخبروه برقم هاتفه.

ظل حزينا طوال اليوم على خسارته، حكى لسعاد خطيبته التى واسته بكلمات رقيقة وناعمة خففت من حزنه بعض الشىء.

بعد يومين تقريبا تلقى اتصالا من شركة المحمول يخبره برقم تليفون قام بشحن كارت من الكروت خاصته فاتصل به على الفور وسأله من أين حصلت على الكارت الذى قمت بشحنه استغرب المتصل به قليلا لكنه أخبره أنه اشتراه من محل موبايلات ليس ببعيد عن محل منتصر، فذهب إليه مسرعا وقابل صاحب المحل وأخبره أن الكارت الذى باعه هو أحد كروت الشحن التى تمت سرقتها من محله وأظهر له قائمة بالأرقام المسلسلة للكروت ففوجىء أن لديه بقية كروت الشحن المسروقة فسأله كيف حصلت علي هذه الكروت فأخبره صاحب المحل أنه اشتراها من فتاة من زبائنه تعمل فى بيع كروت الشحن عرفها له بأسمها ووصفها فأسقط فى يد منتصر لما سمع اسمها ووصفها فهى سعاد خطيبته.

تذكر عندما تركها فى المحل فى يوم السرقة وذهب ليحضر لها الحلوى كاد يجن من الصدمة فعندما حدثت السرقة وظل يبحث عن الكروت لم يخطر بباله أبدا أن تقوم خطيبته التى سيتزوجها بسرقته.

ذهب مباشرة إلى والدها فى المخبز وأخبره بما فعلته ابنته وحضرت الفتاة وبعد مواجهتها لم تستطيع إنكار فعلتها.

تدّخل الجيران بعد أن كادت تكون مشاجرة بين الطرفين وفى النهاية تعهدت الفتاة وأبوها بسداد المبلغ الكبير بالنسبة لهم على أقساط واضطر منتصر للموافقة على هذا الحل الوحيد وفشلت الزيجة، وضاع حلم منتصر فى الزواج والاستقرار.

وياما للزومبى حكاوى.

ونكمل فى يوم أخر من يوميات زومبى فإلى اللقاء.

اقرأ أيضا للكاتب:

 

زر الذهاب إلى الأعلى