أسماء خليل تكتب: نعم لإلغاء «قائمة المنقولات»

كلما يمر حدث مجتمعي – متعلق بالمرأة – بأذهان وقلوب البشر؛ يكتشف العالم عظمة الله – سبحانه وتعالى – في العدد  الهائل من الاستحقاقات التي منحها للمرأة؛ فقد دارت رحى المناقشات بالأيام الماضية حول “قائمة المنقولات” وإلغائهما أو إبقائها.. لا يهم ذلك.. الأهم هو ما تبدي من بواطن الأمور،،

مرورًا بأحكام الإسلام تعرف هذا القدر غير المسبوق، إذ ليس على المرأة أن تُحضر أي شيء قبل زواجها فيما يُسمى بـ “جهاز العروسة” ذلك الهاجس الذي ماتزال – حتى الآن – كثيرات من الغارمات مُكبلة بأغلال السجون لأجله؛ بل والأكثر من ذلك، على الخاطب أن يمنح خطيبته مهرًا كهدية لا علاقة له بأى أثاث أو مفروشات، ويكون لها كل الحق بفسخ عَقْد النكاح إذا قصَّر الزوج في دفعه قبل إتمام الزواج.

وقد حَكَمَ كُلّ من عمر بن الخطاب وشُرَيْحٌ القاضي بأنه إذا أَعفَتْ المرأة زوجها من المهر قبل قبضه ثم طالبته به فيلزمْ الزوْجَ أنْ يُعْطِيَها إياه.

وهكذا تُري الدين يُلزم الرجل بتجهيز منزل الزوجية ولكن لا يُلزمه بمستوى اقتصادي معين، وكناية على ذلك قول الرسول – صلى الله عليه وسلم – “ولو خاتمًا من حديد”..

وبتطور الحياة وزيادة مُتطلباتها باتت الأمور المادية أصعب على الشاب؛ فتم الاتفاق بشكل عرفي على أن تشارك المرأة في الجهاز على أن يكتب لها الزوج “وصل أمانة” فيما يُسمى بـ “قائمة المنقولات”.. اعترافًا بأن الفتاة العروس تفضلت على الشاب بتلك المساهمات لبناء الحياة وهو يقر بذلك بالإمضاء على تلك القائمة،، كما يظل المهر حقًّا مفروضًا على الزوج، وإلزامه بدفعه بالمعروف..

تحكي لي صديقة من المغرب الشقيق، أن زوجها هو الذي أحضر منزل الزوجية وقام بتجهيزه كاملا، ولم يعنيها ما أحضره إن كان ذلك الأثاث فخم أم رث، لأعرف معلومة أن أكثر الدول العربية لديها ذلك النظام المُتبع وهم يُطبقون السنة.. العروس تحصل على مهر والعريس يجهز عشًا للزوجة ولو بسيط ويتم الزواج..

ما أبسط الحياة!.. فلماذا كل تلك التعقيدات الحالية في تجهيز ومراسم الزواج التي وصلنا إليها بمصر!!.. إذا كان للرجل أن يحضر ما لديه والمرأة ترضى وتتزوج فأين المشكلة؟!.. ولماذا حتى الفقراء والمساكين يحضرون بجهاز العروسة ثلاجتين وغسالتين وفرن غاز منفصل وآخر بالحائط، بالإضافة إلى كل جهاز تعرفت عليه البشرية حتى الآن!؟..

لقد كشف ذلك الطرح الكثير، حقوق المرأة وبساطة الحياة الزوجية، وعدم التعقيدات بالأزمنة السابقة مقارنة بالأزمنة الحالية،،

نعم لإلغاء “قائمة المنقولات” والعودة لشرع الله، فيكفي أن أهل الفتاة قاموا بتربيتها وتأهيلها للزواج وإعطائها هدية لرجل ربما حرمها من الذهاب إليهم، لا تُحضر العروس إلا ملابسها والشاب يفتح بيتًا علي قدر استطاعته، وليكن ديدنهم هو “أقلهن مهورًا أكثرهن بركة”، فالله تعالي يبارك في القليل..

متعوهن على الموسع قدره وعلى المُقتر قدره، وآتوا النساء صدقاتهن نِحلة، تلك هي القواعد التي عليها الدين، لا تخترعوا أديانا جديدة نصوصها التباهي والتفاخر ببضع قطع من الأثاث والأجهزة المُعرضة للتلف، والأولى هو إصلاح ذات البين، فوقت القطيعة والهجران لا تنفع مئات القوائم من المنقولات.

اقرأ ايضا للكاتبة:

 

زر الذهاب إلى الأعلى