صليل الصوارم ليست مجرد لعبة.. الإرهاب الإليكتروني الخطر الصامت

كتب: على طه

“صليل الصوارم” ليست مجرد لعبة أليكتونية، والكنها جريمة تندرج فيما يسمى “الإرهاب الإلكتروني” وهى من أبشع وأخطر الجرائم التي ترتكب عبر الإنترنت وتهدد العالم فى عصره الآلي، حيث يتم استغلال الساحة المعلوماتية أو الفضاء الألكتروني من خلال إنشاء حسابات خاصة بالإرهاب في مواقع الإنترنت لنشر التطرف والفكر الإرهابي في العالم والتواصل بين أعضائها.

شعار التحالف المصرى
شعار التحالف المصرى

ويجاوب “الائتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية” عن كل الأسئلة المتعلقة بالإرهاب الأليكترونى من خلال عدة محاور تتمثل فى الآتى:

تعريف الإرهاب الالكترونى ونشأته، التعرف على طرق استخدام الانترنت فى الأعمال الإرهابية، توضيح دور مواقع التواصل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﰲ ﻧﺸر الفكر المتطرف ﺑﲔ الشباب، شرح أسباب استخدام الجماعات المتطرفة لمواقع التواصل الاجتماعي، توضيح أساليب تجنيد الجماعات الإرهابية للشباب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

الألعاب الألكترونية

يناقش أيضا تقرير “الائتلاف المصري” الصادر اليوم الثلاثاء، كيفية استغلال الألعاب الألكترونية فى الإرهاب والتجنيد، وتوضيح ماهية لعبة “صليل الصوارم”، وشرح تأثير الألعاب الألكترونية على تنامى السلوكيات الإرهابية لدى الشباب والاطفال، وتحديد آليات مواجهة ظاهرة تجنيد الشباب في الجماعات الإرهابية، والتعرف على الجهود الدولية والعربية المبذولة لمكافحة الإرهاب الألكترونى، وتقديم بعض التوصيات لمعالجة هذا الخطر الذى يهدد العالم بأسره.

ويوضح التقرير أيضا كيفية اختراق وتدمير المواقع ونشر الفيروسات والتجسس على الدول لكشف أسرارها وابتزازها لتحقيق أغراض إرهابية والحصول على تمويل نشاطها الإرهابي وتدمير البنية التحتية لدول. ويعتبر هذا الإرهاب المعاصر النسخة الالكترونية عن الإرهاب التقليدي،

وفى الإجابة على الأسئلة السابقة، أشار التقرير إلي أن الإرهابيين باتوا على قدر كبير من الحنكة في استغلالهم لتكنولوجيات الاتصالات، وذلك للاتصال ببعضهم البعض دون الكشف عن هوياتهم عند التخطيط لأعمال إرهابية.

ويستخدم الإرهابيون حساب بريد إلكتروني بسيط لإيداع رسائل في “صندوق بريد إلكتروني أو افتراضي”، ويقصد بذلك كتابة رسائل دون إرسالها، بحيث لا تخلف وراءها إلا الحد الأدنى من الآثار الإلكترونية، ويمكن الاطلاع عليها في أي جهاز متصل بالإنترنت في جميع أنحاء العالم من قبل أفراد متعددين يعرفون كلمة السر الخاصة بهذا الحساب.

كما أن الطبيعة التفاعلية والفورية للإنترنت وقدرته على الوصول لفئات مختلفة من الأفراد في مختلف أنحاء العالم، تساعد هذه السمات الجماعات المتطرفة والإرهابية على توظيف الإنترنت للوصول إلى مصادر لتمويلها ودعمها ماليًا، وهو ما يظهر في عدة أشكال تتبعها مواقع هذه الجماعات.

وتستخدم الجماعات المتطرفة والإرهابية شبكة الإنترنت في كسب تعاطف وتأييد الآخرين خاصة من الشباب وفي محاولة تجنيدهم والحصول على مساعداتهم ودعمهم للأنشطة الإرهابية التي تقوم بها وهى تحقق ذلك الهدف عبراً آليات مختلفة.

مواقع اﻟتواصل

وقد ﺳﺎهمت مواقع اﻟتواصل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﰲ ﻧشر ﳎموﻋﺔ من اﻟﺴلوكيات اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﺸﺒﺎب ﺟﻌﻠتهم عرﺿﺔ ﳌﺎ ﻳﺴﻤﻲ باﳉمود اﻟﻔكرى وعدم ﺗﻘﺒﻞ اﻻخر كما ﺳاهمت ﰲ ﻧﺸر ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘخوين ﺑﲔ أفراد المجتمع الواحد، وباﻟﺘﺎﱄ أﺻﺒحت تربة ﺧﺼﺒﺔ و ﺑﻴئة ﻣﺘﻨﺎﻣﻴﺔ ﻟﻨشر اﻟﻔكر اﻹرﻫﺎﰊ المتطرف.

وأوضح التقرير أن الجماعات الإرهابية المتطرفة تعمل على جذب الشباب، بما تستخدمه من استراتيجية إعلامية جاذبة، والتي تستطيع من خلالها الحصول على تعاطف الكثيرين مع تلك الجماعات، حيث يتم استهداف فئة الشباب من مختلف الأعمار وبمختلف مستوياتهم العلمية والدراسية من خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، واستدراجهم ومن ثم تجنيدهم في تلك الجماعات الإرهابية العابرة للدول والقارات.

ألعاب الفيديو

وحسب التقرير استطاعت ألعاب الفيديو الإلكترونية تحقيق انتشار كبير بلعبها على وتر غمر اللاعبين في واقع بديل وتجريبي لبناء هوياتهم، إلا أن الإرهابيين والمتطرفين استغلوا هذه النقطة لتجنيد “وقود” لحروبهم، والاستفادة من تلك المنصات للتخطيط لعملياتهم البشعة، والتواصل فيما بينهم.

كما تطرق التقرير إلي أننا بإزاء أزمة حقيقية للتواصل، تتحول بمقتضاها اللعبة الإلكترونية إلى أداة لتعميق الاغتراب ووسيلة للانزواء والانطواء من خلال إبعاد الأطفال عن ذواتهم وواقعهم، وذلك لأن أغلب الحوارات التي تدور عند ممارستهم لألعاب القتل والمغامرة، تتجه إلى التعبير عن الانتماء إلى جماعات اجتماعية جديدة حقيقية في الواقع، تستلهم مثلها وقيمها ومرجعياتها الثقافية من ثقافة العنف والحرب والتدمير، التي لا تقوم على مبادئ الشرف والحرية والعدالة والتسامح بقدر ما تنادي بالقوة والانتهازية والسيطرة، وكذا تنشئة الأطفال والناشئة على عدم التقيد بالنظام والعمل به، وإكسابهم الاتجاهات السلبية نحو المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة وهذه القيم تكرس الإرهاب.

التوصيات

وقد انتهي التقرير إلى عدد من التوصيات تمثلت في الآتي:
• ضرورة متابعة الآباء والمعلمين الأطفال والشباب عند استخدامها لتقنيات المعلومات وبخاصة شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) للتأكد من سلامة الاستخدام وشرعيته وتوجيهم وتبصيرهم بأن الموضوع يخص أمن الوطن والمواطن فلا مجال للعبث والتخريب.
• اهتمام الأسرة بما فيها الوالدين ومراقبة أطفالهم مراقبة منتظمة ومستمرة وتجنيبهم من مشاهدة الألعاب الإلكترونية المحتوية على عنف والتي قد تؤدي إلى حدوث صدمات لدى الأطفال أو قيامهم بتقليد العنف في الحياة الواقعية.
• تشجيع نشر الألعاب التعليمية والتثقيفية المناسبة للطفل والتقليل من ألعاب العنف على أن تتولى المؤسسات الثقافية والإعلامية هذه المهمة مع وزارة التربية والتعليم، كما تقوم بوضع تصنيف للألعاب الإلكترونية وتحديد نوعها تثقيفي – تعليمي – علاجي – تسلية عنف ) ويُحدد درجة المخاطر الناجمة منها أثناء وبعد اللعب.
• تشجع المبرمجين والمبتكرين والمفكرين التربويين على القيام بتصميمات وبرمجيات ألعاب إلكترونية تراعي الجوانب التعليمية والتثقيفية والتربوية في تكوين الطفل والشاب بنفس القدر الذي يكون فيه حرصها على حضور عناصر التشويق والتسلية والإثارة.
• ﺗﻌﺎون الحكوﻣﺎت ﻣﻊ المؤﺳﺴﺎت المسؤولة عن مواقع التواصل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ لرصد و تحديد اﳊﺴﺎبات التابعة للجماعات اﻹرهابية و العمل على ﻣﻨﻊ اﻧﺘﺸﺎرﻫﺎ على مواقع التواصل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .
• ضرورة عقد المؤتمرات والندوات وورش العمل وحلقات النقاش حول ظاهرة الإرهاب بصفة عامة والإرهاب الإلكتروني خاصة للتعرف على مصادرها ومناهجها وأسبابها ودوافعها ومخاطرها ووضع الحلول الفعالة لمواجهتها والحد من انتشارها
• بدء الحكوﻣﺎت ﰲ تحديد ووﺿﻊ خطوات ﺟﺎدة لتطوير الخطاب الدينى لمقاومة الافكار التى ﺗﺴﻌﻲ اﳉﻤﺎﻋﺎت اﻹرﻫﺎبية ﰲ ﻧﺸرﻫﺎ.
• توحيد الجهود العربية نحو وضع تشريعات داخلية صارمة لمكافحة الجرائم المتعلقة بالإرهاب الإلكتروني.
• رعاية مشروع وطنى ﻹﻧﺘﺎج أﻟﻌﺎب إلكترونية مصرية لمواجهة اﻹرﻫﺎب وزرع القيم الوطنية لدى اﻟﺸﺒﺎب.

زر الذهاب إلى الأعلى