رفعت رشاد يكتب: المتحف المصري الكبير

بيان

فى المقال التالى، المنشور بجريدة “الوطن” اليوم الأربعاء، يأخذنا الكاتب الكبير رفعت رشاد، فى زيارة إلى المتحف المصرى الجديد، أو الكبير، محمولين على جناح الخيال، لكن كلماته تعوض الرؤية البصرية الغائبة، على طريقة السهل الممتنع، ودون إسهاب نترك لك عزيزى القارىء، التمتع بالنص التالى وموضوعه:

كنت ضمن مجموعة من الصحفيين كتّاب الأعمدة من كبار الأسماء فى الصحافة ومنهم عدد من الزملاء متابعى نشاط قطاع الآثار وكتّاب السياحة فى زيارة للمتحف المصرى الكبير بدعوة من أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار.

استمعنا من الوزير واللواء عاطف مفتاح، ومعه خبراء الآثار المسئولون عن المتحف، إلى فكرة إنشاء المتحف التى اقترحها الفنان فاروق حسنى، وزير الثقافة والآثار الأسبق، فى بداية التسعينات من القرن الماضى ووافق عليها الرئيس الراحل حسنى مبارك، وهو الذى اقترح المكان الحالى للمتحف قريباً من الأهرامات، بجانب الشرح الفنى عن القطع الأثرية وطرق العرض والمعامل الملحقة بالمتحف.

ينقسم مبنى المتحف إلى قسمين أحدهما لعرض الآثار، والآخر خصص كمنفذ اقتصادى يضم محلات ومطاعم تديرها شركة تضم تحالفاً خاصاً لتحقيق عائد مالى.

فى مدخل المتحف يقف بشموخ تمثال رمسيس الثانى، محبوب المصريين وأقرب الفراعنة إلى قلوبهم، فى استقبال الزوار من كل أنحاء العالم.

ويضم الجانب المتحفى آثار توت عنخ آمون كاملة، بجانب آلاف القطع من العصور الثلاثين للأسرات الحاكمة.

أقيم بالمتحف مدرج كبير يرتفع إلى ما يقرب من 65 متراً يصعده الزوار إما من خلال درجات السلم العادية أو مصعد وسلم كهربائى.

ينقل المدرج مستوى الرؤية لدى الزائر إلى ما يتيح له رؤية الأهرامات مباشرة دون تشويه بصرى، كما ينقل الزوار إلى الطوابق العلوية لقاعات العرض المتحفى.

خلال صعود المدرج يشاهد الزائر تماثيل ملوك مصر، خاصة من عصور الدولة الوسطى.

تحكى التماثيل مراحل تطور الحكم فى مصر وتغير طبيعة دور الحاكم من خلال ما نحته المصرى القديم من تماثيل للفراعنة، ويقرأ الزائر نبذة عن تاريخ هؤلاء الملوك وما جرى أثناء حكمهم.

يظهر التصميم المعمارى للمتحف الفلسفة التى بنى عليها وهى مد جسر معنوى بين الحضارة المصرية القديمة، الممثلة فى الأهرامات، والمصريين المعاصرين، الممثلين فى المتحف، والمجتمع الذى سينشأ حوله؛ لوصل ما انقطع على مدى ما يقرب من 2500 سنة.

سيكون المتحف منارة فنية وحضارية فى مقدمة أمثاله فى العالم، كما سيكون عاملاً أساسياً لتطوير المناطق المحيطة به لتكون تلك المناطق بمثابة عاصمة سياحية لمصر، حيث يوجد بالقرب منه مطار سفنكس، وسيتم إنشاء مجموعة من الفنادق متعددة النجوم، وفى الموقع الذى كان يشغله ميدان الرماية ستكون هناك منطقة سياحية تسويقية.

من مزايا المتحف الكبير أن المساحات الواسعة لمبانيه تتيح ممارسة أعمال أخرى مرتبطة بالآثار، ومنها معمل ترميم الآثار الذى تطور لكى يكون مركزاً وبيتاً للخبرة لنا وللدول القريبة.

كما سيكون المتحف مصدراً للخبرة العملية لكليات وأقسام الآثار فى مصر يساعد على صقل خبرات الدارسين والممارسين.

إن أهم مزايا المتحف الكبير أن نسبة كبيرة ومتكاملة من التاريخ الفرعونى ستكون بين جدرانه، وبالتالى يمكن للزائر أن يحيط بغالبية ما يريد معرفته عن الحضارة المصرية القديمة.

اقرأ أيضا للكاتب:

رفعت رشاد يكتب: الخجل من اللغة العربية

رفعت رشاد يكتب: الأستاذ لا يكتب

زر الذهاب إلى الأعلى