أمل أمين تكتب: عوامل الشعور بالسعادة لدى الأطفال

بيان

في عالم الطفولة تكثر التساؤلات سواء من أهل الطفل أو الباحثين في علم النفس والاجتماع والنمو، فالطفل هو اللبنة الأولى لتكوين الأسرة ثم المجتمع.
ومن أهم المجلات العلمية التي تناقش موضوعات تخص الأطفال مجلة ” الطفولة والتنمية” التي تصدر عن المجلس العربي للطفولة والتنمية وتحرص المجلة من خلال البحث العلمي على مناقشة موضوعات لها علاقة بعالم الأطفال وممارسي مهنة التربية وخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة، كما تقدم المجلة ابحاث ودراسات حول أمراض ومتلازمات تصيب الطفل، كما تناقش حياته النفسية والاجتماعية وكيف يمكن حماية حقوق حياة الطفل خاصة في أوقات الحروب والنزاعات.
وتضمن العدد الأخير من المجلة سبعة ابحاث كان أكثرها إثارة بالنسبة لي” عوامل الشعور بالسعادة لدى الأطفال” وكتبته الدكتورة راندا مصطفى الديب استاذ أصول تربية الطفل بكلية التربية في جامعة طنطا، والبحث جاد مكتوب بلغة يسهل فهمها وتطرق إلى نقاط مهمة ومحيرة بالنسبة للأب والأم منها هل العقاب والضرب خطأ في تربية الطفل وهل الأفضل هو العناية المفرطة ؟ وإذا كنت أقدم لطفلي كل شيء من لعب وطعام وملابس فلماذا يفعلون أشياء مستفزة مثل الشجار وتكسير الألعاب وإثارة الفوضي؟
لكي تجيب الدكتورة راندا على هذا التساؤل حكت قصة حدثت أثناء الحرب لطبيب سويسري كان مكلف بالتعامل مع الأيتام الذين خلفتهم الحرب، حيث تم وضع جزء من هؤلاء الأطفال في مستشفى خاص وتلقوا كافة أشكال الرعاية الإنسانية والصحية سواء من طعام أو نظافة وتعليم حتى أنهم كانوا يحصلون كل أربع ساعات على كوب من الحليب، وفي المقابل كان باقي الأيتام في رعاية القرويين.
ولكي يعرف الطبيب من كان بصحة نفسية وجسدية أفضل قام بمقارنة عدد الوفيات التي حدثت لهولاء لأطفال في فترة وباء الانفلونزا، وكانت المفاجأة أن عدد الوفيات بين الأطفال الذين عاشوا في المستشفى أكثر من عدد الوفيات بين الأطفال الذين تلقوا الرعاية من القرويين، وفسر الطبيب زيادة نسب البقاء على قيد الحياة إلى “الحب”.
وليوضح أكثر فسر مظاهر هذا الحب بأنه ملامسة جلد الطفل أكثر من مرة والقيام بحركات لطيفة فيها شيء من الحنان مثل وضع الطفل على القدم و هزه برفق والتواصل معه بالعيون والغناء له.
لقد كان اكتشافا مهما يتم تدوينة للمرة الأولى فالأطفال يحتاجون للاحتكاك البشري والعاطفة.
وتضع الدكتورة راندا روشتة صغيرة لسعادة الطفل.
منها ترك مساحة من الحرية للطفل مع مراقبته عن بعد، وان يتعلم الطفل كيف يستمتع بطفولته، و من المفيد اندماج الوالدين في حياة الطفل والتعرف إلى أصدقائه وتشجعيه على الحديث عن مدرسته وعن مغامراته وعن أصدقائه، أيضا قدرة الأبوين على التعامل مع الضغوط اليومية تنعكس على الطفل ويكسبه مزيد من السعادة، ومن الضروري غرس التفكير السليم في عقل الطفل ومتى ما كان عقل الطفل يفكر يسهل على الوالدين توجهيه والعناية به ويرى الدكتور بيدلوف وهو عالم نفس شهير إن المشكلة تكمن في طريقة تعبيرنا حيث أن الكلمات الإيجابية تصنع أطفال مقتدرين ويتعلم منها الأطفال كيف يوجهون وينظمون أنفسهم ذاتيا من طريقة كلامنا معهم على سبيل المثال إذا أردت أن تنصح أبنك بألا يتشاجر مع زملائه في المدرسة فخير جملة أن تقول له “إلعب مع زملائك الذين تحبهم ويحبونك” بدلا من الإشارة إلى النزاعات والخلافات مع زملائه.
وتقدم الباحثة العديد من النصائح البسيطة والفعالة لجعل الطفل سعيدا لكن تؤكد على أمر في غاية الأهمية مفادها أن تربية طفل سعيد يحتاج والدين سعداء اولا وقادرين على منح الحب والأمان للطفل معظم الوقت.

اقرأ أيضا للكاتبة:

أمل محمد أمين تكتب: باب ظاهره الرحمة وباطنه العذاب

أمل محمد أمين تكتب: من يدفع ثمن الطلاق؟!

زر الذهاب إلى الأعلى