عاطف عبد الغنى يكتب: الأسطورة التى تحكم إسرائيل الآن!

بيان

لأن الناس لا تعرف، فهى لا تريد أن تصدق، والذى لا تعرفه الناس هو سيطرة هوس عقيدة العنصرية الدينية الآن على الحكام، وأغلبية الشعب الإسرائيلى، وباقى يهود العالم.

وهذا الهوس يعكس عدم يقين داخلى للذين يعيشون فى إسرائيل بفكرة زوال دولتهم، لذلك يدافعون عن هويتهم، ويرفعون علم الدولة، فى كل مكان، وعلى أى شىء، يريدون أن يقولوا نحن هنا وباقون.

واليهود الذين أنشأوا هذا الكيان على أرض فلسطين المغتصبة، قبل ثلاثة أرباع قرن، ومن قبلهم اليهود الذين تبنوا الفكرة، وروجوا لها، وأقنعوا القوى الاستعمارية فى العالم بتأييدها ودعمهم فى تنفيذها، هؤلاء وأولئك كان أغلبهم علمانيون، أو لا دينيون، لكنهم كانوا حريصين على يهوديتهم كعرق وجنسية مقدمة على جنسية البلاد التى يعيشون فيها، واعتمدوا على هذه العقيدة وصدروها ليهود الشتات، ليدفعوهم نحو الهجرة إلى فلسطين، وقتل سكانها العرب، وترويعهم ليتركوا لهم الأرض، ويحتلوها هم.

والذى لا يعرفه الناس أيضا أن فكرة عودة اليهود إلى فلسطين (الفكرة الصهيونية)، هى عقيدة توراتية، وعقدة تاريخية أمسكت بهم منذ أن كانوا (اليهود) فى السبى البابلى (العراق)، وتولى عزرا الزعيم الدينى جمع التوارة العبرانية، وفرز اليهود بين عبرانيين وسامريين، وتزعم الفريق الذى أقنع حاكم فارس وكان يدعى “قورش” للسماح للعبرانيين بالعودة إلى فلسطين.

وكافأ اليهود قورش بأن جعلوه شخصية مقدسة فى كتبهم الدينية، نبى أو مسيح مخلّص، لكنه ليس مسيح آخر الزمان، الذى ينتظرونه منذ أكثر من 3 آلاف عام ويبشر بقرب ظهوره المتدينون فى إسرائيل الآن، ليعيد بناء المعبد الذى هدم لثانى مرة سنة 70 ميلادية.

والمعارضون من الجماعات الأصولية اليهودية، يقولون إن المعبد سوف ينزل من السماء مع المسيح المخّلص، ولا يقام بيد الإنسان لأن فى هذا معصية لأوامر الرب، وإشارة على هلاك شعبه المختار (يقصدون أنفسهم).

ونتنياهو ووزراؤه بن جافير وسموطرتش، وغيرهم من اليمينيين المتطرفين الإرهابيين يظنون أن الوقت موات لتنفيذ خطة إلههم (يهوه رب الجنود)، لكن رب الكون، رب العباد مشيئته هى الغالبة، وما يسعى له الموهومون فى إسرائيل قد يكون فيه هلاكهم.

اقرأ أيضا للكاتب:

عاطف عبد الغنى يكتب: « الذكاء الاصطناعى طلع صهيونى »

عاطف عبد الغنى يكتب: من بحر البقر إلى المستشفى المعمدانى

زر الذهاب إلى الأعلى