في علم المعارف والصفات الإلهية.. فضل وأسرار معرفة أسماء الله الحسنى
حلقات يكتبها: محمد أنور
تشوقنا معرفة أسماء الله الحسنى إلى معرفة صفات الله تعالى وبركاته، وعند تطبيق معانيها تجد نفسك على طريق الجنة والرحمة بإذن الله تعالى، وضرورة معرفة معانيها ومراميها ولا أقصد به الاحصاء لمجرد الحفظ والعد، وإنما تدعوك معانيها إلى حقيقة معاملة الرب سبحانه وتعالى، ذلك عندما نقول يارحمن يارحيم، فيخطر على قلبنا الرحمة، ونعرف أنها صفة من صفات الله تعالى، وكذلك السميع البصير من خلال معرفتك لهذه الاسماء فإن لديك علم وأسرار في الكون، من خلال التعمق والتأمل في علم الله وخفايا أسرار أسماء الله الحسنى .
يجب أن يكون الاحصاء بمعنى الطاقة، كقول الله تعالى( علم أن لن تحصوه) ؛ أى لن تطيقوه. وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( استقيموا، ولن تحصوا) ؛ أى لن تطيقوا كل الاستقامة، كل ما في الأمر على الإنسان أن يحسن المرعاة لها، والمحافظة على حدودها في معاملة الله سبحانه وتعالى، والخوف من نقمته فسبحان المنتقم الجبار، على الإنسان أن يستشعر هذه المعاني، وأن يكون الاحصاء بمعنى العقل والمعرفة، فيكون معنى ذلك أن من عرفها وعقل معانيها، وآمن بها دخل الجنة، وهذا المعنى مأخوذ من الحصاة، وهى العقل ؛ فتقول العرب فلان ذو حصاة، أى ذو عقل ومعرفة بالأمر، وهذا معنى حسنا يليق بأسماء الله وصفاته الحسنى.
وردت إلينا في الكتب أن من العلماء ومنهم أبو عبد الله بن الزبير رحمه الله – فهو يقول ( تأملت الاسماء التي جاءت في الأخبار والآثار الصحيحة، فلما قابلتها بما جاء في القرآن وجدتها مائة وثلاثة عشر اسما، وانما زادت على العدد المذكور في الخبر؛ لأنى حسبتها متكررة.
كقوله: القدير، والقادر، والمقتدر، والرازق، والرزاق، والغفور والغافر، والغفار، فحذفت التكرير، فوجدتها تسعة وتسعين اسما.
ومن أسرار وشأن أسماء الله الحسنى العظيمة في حياة المسلم، عندما يثنى العبد على الله تعالى بما هو أهله، في دعائه فإن الله يفتح للعبد ابواب السماء وتستجاب دعوته، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الله تعالى باسمائه الحسنى، والدعاء هو العباده فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الدعاء هو العبادة) أى معظم العبادة وأفضلها، والدعاء يدفع البلاء ويرد القضاء بأمر الله.
قال الله تعالى ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم) .
وحقيقة الدعاء أن يستمد العبد المعونة من الله ويظهر الافتقار إلى الله، ويتبرأ من الحول والقوة، أن في معرفة أسماء الله الحسنى عبادة تؤدى إلى الجنة.