حسن عبدالله يكتب: حواء والفراعنة

لا أحد يستطيع أن ينكر الدور الذي لعبته حواء في الحضارة المصرية القديمة، والتي يطلق عليها مجازا الحضارة الفرعونية.
وفى هذه العصور لعبت المرأة دورا هاما حتي وصلت إلي سدة الحكم، حكم أقوي بلاد الشرق القديم فهي الشمس المؤنثة، كما أطلق عليها المؤرخون أنها الملكة حتشبسوت وحكمت مصر حتي عم الرخاء والسلام في عهدها فستحقت أن تكون من الملوك العظماء.
ولا ننسي دور الملكات المصريات في حروب التحرير وطرد الهكسوس، وللملكة اياح حتب دور كبير في حروب التحرير فهي كانت ترعي الشئون الدخلية للبلاد لدرجة أن عملية التجنيد للأفراد كانت تتم تحت إشرافها، كما كانت ترعي الشئون الاقتصادية، وعمليات التبادل التجاري.
ويجب ألا ننسي الملكة أحمس نفرتاري زوجة الملك أحمس الأول طارد الهكسوس من مصر، وكانت هذه الملكة تهتم بأولادها، وكانت شديدة الالتصاق بهم.
ولا ننسي الملكة نفرتيتي زوجة الملك إخناتون، وإذا كانت هناك ملكات تربعن علي عرش مصر فهناك ملكات تربعن علي عروش قلوب ملوكهن منهن الملكة نفرتيتي، جميلة الجميلات التي خرج تمثالها النصفي بطريقه غير شرعية وهو حاليا فى متحف برلين بألمانيا، وقال هتلر لن يغادر هذا التمثال الأراضي الألمانيه حتي وأن كلفني ذلك حربا عالمية ثالثة، قال ذلك لجمال وروعة التمثال وما يمثله من زيادة الدخل بألمانيا عن طريق السياحة.
ونعود إلي حواء عموما والحضارة الفرعونية ونرى كيف كانت تهتم بجمالها والتي شهدت لها أحدث بيوت التجميل بباريس.
وفى عصور الفراعنة كانت الزينة لحواء تتلخص في شعر نظيف مصفف، وبشره نضرة من الطبيعة بإلاضافة إلي عينين جاذبتين كما نري فى تمثال حتشبسوت، والتمثال النصفي للملكة نفرتيتي.
وفاجأت حواء هذه العصور خبراء التجميل فى العصر الحديث بأن ماتوصل إليه فن التجميل كان لحواء الحضارة الفرعونية الفضل والسبق فيه، بابتكار فنونه وكشف أسراره اذ دلت الكشوف الأثرية والكتابات علي مدي تطور أدوات الزينة لدي المرأة الفرعونية، وأيقنت المرأة المصرية أن لكل امرأة جمالها الخاص بها وأنه لا توجد في العالم أمرأة قبيحة، وإنما هناك أمرأة تجهل أصول التجميل، ولا تعرف أسراره.
لقد اهتمت المرأة المصرية ببشرتها بصورة فائقة وابتدعت لها أقنعة بهدف تقويتها، وتجديد شبابها.
فقد استخدمت المرأة المصرية فى هذا العصر قناع غرين الذي تحمله مياه النيل في فترة الفيضان ذاك النوع من الطين الناعم جدا، العالق في المياه فهو تتوافر فيه العناصر الطبيعية والمعدنية السهلة الامتصاص لعمل أقنعة للبشرة بغية المحافظة علي نضرتها وصفائها.
وقد اتجهت بيوت التجميل العالمية في عصرنا الحديث إلي استخدام نوع من الطين تتوافر فيه العناصر الطبيعية والمعدنية سهلة الامتصاص، لعمل أقنعة للبشرة.
وإلي لقاء أخر – إن شاء الله – مع حواء والفراعنة نكشف فيه أقنعة أخري من الطبيعة، ونكشف كيف كانت تهتم حواء بالعين.

زر الذهاب إلى الأعلى