أسماء خليل تكتب: لا تنخدعي سيدتي الرجال هم الأكثر نكدًا

كثيرًا ما نجد المجتمع يتشدق ببعض الاعتقادات الراسخة في ضميره منذ قديم الأزل وتعكس ظلمًا لبعض الفئات.. ربما الرجل ؟! ربما المرأة؟!، ولكن.. هل تلك الاعتقادات صحيحة أم خاطئة؟!.

سأطرح عليكم هذا الأمر.. يتحتم علينا ونحن في تلك الألفية ألا نسلم جدلًا لبعض الأشياء إلا بعدما نُعمل العقل..
أوليس من الظلم أن تُنسب بعض الصفات السلبية للمرأة وتمر بآذان العالم على أنها مُسلمات ؟!.

فمثلًا الجميع يلصق بالمرأة أن لها ذاكرة سوداوية وأنها دائمًا ما تتذكر الأمور السلبية على عكس الرجل الذي ينسى بسرعة، ولكن هذا افتراء وظلم؛ فيحضرني هنا ما أكده الدكتور“جون جراي” خبير العلاقات الإنسانية في كتابه “الرجال من المريخ والنساء من الزهرة” من أن المرأة ذاكرتها القوية صفة فطرية متأصلة بها ليس بإرادتها ذلك، وتلك القوة للذاكرة لها مميزاتها وعيوبها؛ فيتواجد هرمون يسمى “إستراديول”، وهو أحد مشتقات هرمون “الأستروجين” الذي يؤثر على التعلم والتذكر، وهو متواجد عند النساء أكثر منه لدى الرجال، كما يتم فرز هذا الهرمون بشكل أقوى عندما تتعرض المرأة لضغط نفسي كبير، لهذا عندما تجد عزيزي الزوج زوجتك تعاتبك على أمر قديم، حاول تفهم طبيعتها الجسدية”.

ثم انظروا يا سادة بعد أن وُصِمت المرأة لسنوات كثيرة أنها نكدية تأتي الدراسات – الآن – وتؤكد أن الرجال هم الأكثر نكدًا!!
كل ما في الأمر أن الرجال يقومون بافتعال أي مشكلة سواء سببها أعباء الحياة أو بسبب خسارة فريق الكرة الذي يشجعون أو.. أو..، ثم بعد أن يبرحوا المرأة ألامًا نفسية يريدون منها أن تهدأ تمامًا وتبتسم وتنشرح الأسارير وكأن شيئًا لم يكن.. وإلا ستصبح حتمًا امرأة نكدية..

 

اقرأ أيضا.. د. ناجح إبراهيم يكتب: الكاتبة إيمان القدوسي.. وداعا

أي منطقٍ هذا؟! فلكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه..
إنهم يريدون فعل كل شيء وتظل المرأة المحتملة كل أعباء اليوم متصنمةً لا تتأثر.. بل وتستبدل مشاعرها بالحجارة..
هناك حقًا بعض النساء تستطعن مسايرة الأمور، فبعدما يستفيق زوجها من نوبة النكد والحزن تشعره بأن شيئًا لم يكن وتسمي هذه لدي المجتمع بالأصيلة..

وهناك حقًا من لا تستطع وتسمي هذه قليلة الأصل..
هل من أحدٍ خبير بعلم القواميس يخبرنا ما معنى امرأة أصيلة وامرأة قليلة الأصل؟!
هل هذا عدل فكري في الانحياز التام لفئة على حساب الأخرى؟!

كم من امرأةٍ أرادت أن تُضئ شموعًا في الظلام لتنير الحياة الزوجية.. وزوجها يأبى!
في الأخير.. دعونا من الأحكام التي أعيت المجتمع التي تُطلق على الرجل أو المرأة جُزافًا.. فكل حالة أسرية هي نموذج خاص، أبطاله هما الرجل والمرأة يقومان بتمثيل مشاهد لا يراها سواهما.. فليتقِ كل واحدٍ منهما الله سبحانه وتعالى فيما يخبر به المجتمع؛ لأن ما ينقلاناه تظل الأجيال تتوارثه على أنه مُسلمات.

زر الذهاب إلى الأعلى