د. محمد ابراهيم بسيوني يكتب: التعليم الجامعي !

التعليم الجامعي ينبغي أن يكون مكون من ثلاث أقسام نظري ومهني وبحثي. هذا ما نحتاج إلى أن نسلكه في تعاملنا مع شباب الوطن الواعد، خاصة عند الحكم على قدراتهم ومهاراتهم ومدى قابليتهم للتعلم والنجاح والإبداع. يحظى التعليم العالي باهتمام بالغ من قِبل جميع الدول والمجتمعات، لما له من أثر على رُقيّها وتطورها وتقدمها العلمي، ولما يُلقي على عاتقة مهمة تخريج كوادر بشرية من اجل التنمية، فأصبحت صيغ التعليم الجامعي التقليدية قاصرة عن مواجهة تحديات العصر الحالية والمستقبلية والتي تشكلها معطيات عصر ما بعد الصناعة فتسعى الدول إلى إخراج التعليم الجامعي من قوالبه التقليدية، لنوع مستحدث من التعليم الجامعي يساهم في بناء مجتمع المعرفة.
متطلبات سوق العمل والاتجاهات الحديثة في التعليم الجامعي تتطلب التركيز على جودة برامج التعليم الجامعي، وكفاءة الخريجين، فالتعليم الجامعي هو المجال الرئيس لأنشطة الجامعات، ومن الصعوبة بمكان أن تحقق أي منها رسالتها دون الاهتمام بتعليمها الجامعي.
إن كفاءة وتميز المتخرج هي المقياس لحصوله على المركز والوظيفة المناسبة، ومن واجب الجامعات أن تضمن بصورة مستمرة الجودة لتعليمها الجامعي. ومن القضايا التي تستحق من الجميع الاهتمام بها مواءمة وعلاقة التعليم الجامعي بالواقع، وقضايا التدريس والتعلم، وضمان الجودة والتميز والتفوق في التعليم الجامعي، والبحوث الجامعية، ودمج المهارات في المقرر الدراسي والدور الرئيسي للقياديين الأكاديميين.
فخطط التنمية الطموحة في مصر تعتمد على وجود خريجين من الشباب الذين يتميزون بالمهارة والإبداع للإسهام في التنمية المتسارعة. ولعل ما يؤكد هذا الاهتمام اختيار جريدة المصري اليوم الغراء منتدي التعليم العالي عنواناً لمؤتمر مهم جدا الأسبوع الماضي. ويجدر الإشارة إلى أن التعليم الجامعي شهد استحداث برامج وتغيرات بالزخم اتسمت بها طفرة في هذه المرحلة ويبقى السؤال الأكبر: ما مدى الاستفادة الفعلية من هذه البرامج في جودة التعليم الجامعي؟
فلا شك أن هناك ضرورة ماسة لوزارة التعليم العالي بتقويم تلك البرامج من خلال دراسات تقويمية لاستكشاف جوانب القوة وتعزيزها، واستكشاف جوانب الضعف ومعالجتها والتي حين نكتشفها فيجب ألا نبررها أو نبحث عن أعذار لها أو أسباب. ونتيجة لذلك وخلافاً لتجارب دول العالم الأخرى؛ فإن التحدي الأبرز الذي يواجه مسيرة التعليم العالي هو توطين وتهيئة جيل من الكفاءات القيادية القادرة على توظيف تلك الموارد بما يحقق بيئة إيجابية فاعلة يتميز بها التعليم الجامعي، وأن تُمارس الكفاءات القيادية أدوارها الريادية المنوطة بهم، وأن يتداركوا تلك الفرصة الهائلة لتحقيق التطلعات المنشودة بإحداث نقلة نوعية تتواكب مع حجم الموارد المالية المتاحة لهذا القطاع، وهو الأمل الذي ينتظره كل مواطن غيور.
ويواجهه التعليم العالي تحديات حالية ومستقبلية تتزايد فيه المستجدات المعاصرة، نتيجة لاستمراريتها وتسارعها، وحتى ينهض في ظل التطورات التكنولوجية في مجال تكنولوجيا المعلومات، أو البرمجيات والاتصالات من حيث سرعة ودقة النقل عبر الوسائط المتعددة فلابد أن يبتعد عن القوالب الجامدة وأن يدخل أنماط جديدة وبدائل مساعدة له تنسجم والاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية للتنمية.
الشبكة العنكبوتية العالمية مهدت لإحداث نقلة نوعية في تقديم التعليم الجامعي تتجلى أهم مظاهرها في إنهاء القطيعة بين التعليم الجامعي التقليدي والتعليم عن بعد بفضل هذه التطورات التكنولوجية “Learning at a distance” تجاوز سلبيات آلية التقليدية وصولاً لنوعيات غير تقليدية، والتي تعد الجامعة الافتراضية الأحدث نوعيًا ومؤسساتيًا، – “Virtual University”.

اقرأ أيضا:

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى