د. محمد إبراهيم بسيوني يكتب عن الفائزين بنوبل فى الطب وإسهامهما فى إنقاذ أرواح الملايين

بيان

منحت جائزة نوبل في الطب لعام 2023 إلى كاتالين كاريكو ودرو وايسمان لاكتشافاتهما التي مكنت من تطوير لقاحات الحمض النووي الريبوزي الرسول mRNA.

تعمل هذه اللقاحات من خلال إيصال بعض من هذا الحمض النووي الريبي المرسال mRNA إلى خلايا الجسم.

غيرت الاكتشافات الرائدة التي أجراها العالمان بشكل جوهري فهمنا لكيفية تفاعل الحمض النووي الريبي المرسال مع جهازنا المناعي.

وساهمت في تطوير غير مسبوق للقاحات خلال إحدى أكبر التهديدات لصحة الإنسان في العصر الحديث.

اكتشافات العالمين أدت إلى اعتماد لقاحين ضد مرض “كوفيد-19″، ما أثمر عن إنقاذ أرواح ملايين الأشخاص وحال دون وقوع إصابات حادة بالمرض بين عدد أكبر كثيرًا منهم من خلال اكتشافاتهما الرائدة، التي غيّرت بشكل جوهري فهمنا لكيفية تفاعل الحمض النووي الريبي المرسال مع جهازنا المناعي.

ساهم الحائزان على الجائزة في معدل تطوير غير المسبوق للقاحات خلال إحدى أكبر التهديدات لصحة الإنسان في العصر الحديث.

هذا التطعيم يحفز تكوين استجابة مناعية لمسبب مرض معين، ما يمنح الجسم قدرة مسبقة على مكافحة المرض في حالة التعرض له لاحقًا.
تستند هذه اللقاحات إلى فيروسات ميتة أو مضعفة طويلة الأمد متاحة منذ فترة طويلة، كما يظهر ذلك في لقاحات الشلل الدرني والحصبة والحمى الصفراء والتي حصل بسببها ماكس ثايلر على جائزة نوبل في الطب في عام 1951.

طالع المزيد:

د. محمد إبراهيم بسيوني: كل ما يجب معرفته عن الذئبة الحمراء

د. محمد إبراهيم بسيوني: اللقاح ما يزال أفضل وسيلة دفاع ضد موجات كوفيد المستقبلية

بفضل التقدم في علم الأحياء الجزيئي في العقود الأخيرة، تم تطوير لقاحات تستند إلى مكونات فيروسية فردية، بدلاً من الفيروسات الكاملة؛ إذ يتم استخدام أجزاء من الشفرة الوراثية للفيروس، التي تُشفر عادة البروتينات الموجودة على سطح الفيروس، لإنتاج بروتينات تحفّز تكوين الأجسام المضادة التي تعيق الفيروس. ومن أمثلة ذلك لقاحات فيروس التهاب الكبد الوبائي وفيروس الورم الحليمي البشري.

وبشكل بديل، يمكن نقل أجزاء من الشفرة الوراثية الفيروسية إلى فيروس حامل غير ضار، ويُطلق عليه “الفيروس الناقل”؛ حيث يتم استخدام هذه الطريقة في لقاحات ضد فيروس الإيبولا.

وعند حقن لقاحات المحمل الفيروسي، يتم إنتاج البروتين الفيروسي المحدد في خلايانا، مما يحفّز استجابتها؛ واكتشافات العالمين كاتالين كاريكو ودرو وايزمان حول تعديلات القواعد النيوكليوتيدية التي تمكّن من تطوير لقاحات الرنا الرسول الفعّالة ضد فيروس كوفيد-19، هي السبب وراء فوزهما بجائزة نوبل؛ إذ تمثل هذه الاكتشافات الحاسمة نقطة تحوّل في فهمنا لكيفية تفاعل الرنا الرسول مع جهاز المناعة في جسمنا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى