الدكتور هاني الجمل يكتب: ما بعد قمة الرياض

بيان
ماذا بعد القرارات السبعة لقمة الرياض العربية الإسلامية، وكيف يمكن تطبيقها على أرض الواقع؟ هذا هو السؤال الأهم الآن بعد مرور أكثر من شهر على هجوم مقاتلي حماس على المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية في قطاع غزة.
وإذا كان البعض يرى أن قرارات القمة العربية الإسلامية كانت موضوعية -خاصة في ظل وضع دولي أغمض عيونه عن الحقيقة وكشف عن حقيقة ادعاءاته الزائفة عن حقوق الإنسان – فإن هناك آخرين يرون أن الموقف العربي والإسلامي لم يرق إلى مستوى الخطب الذي تشهده غزة، ودماء الأطفال التي سالت – وما زالت تسيل – على أرضها الطاهرة.
ورغم مرارة الألم التي يعيشها أبناء غزة، إلاّ أنه يحسب لأبنائها أنهم أعادوا القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام الدولي، حيث اقتنعت معظم دول العالم أنه لا سلام ولا استقرار دون عودة الحقوق الفلسطينية وإقامة الدولتين. فالعالم أصبح اليوم أكثر اقتناعاّ بأن القضية ليست السابع من أكتوبر وما بعده فقط، بل لها جذور وامتداد تاريخي واضح. فهناك احتلال وهناك دولة وشعب تحت الاحتلال، وهناك قوانين دولية تحدد الالتزامات لدولة الاحتلال، وهناك قرارات دولية تقول إن الأراضي الفلسطينية من 4 يونيو 1967هي أرض محتلة. وبلغة أكثر وضوحاً يمكن القول إنه لا يمكن ضمان استقرار شعب من خلال اقتلاع آخر، فكل أنواع المساحيق لا تخفي بشاعة الاحتلال، ولا يمكن تكريس الظلم بالتدمير والتجويع وقطع الكهرباء والمياه والإنترنت، وتحويل المستشفيات إلى مقابرَ جماعية للطاقم الطبي والمرضى واللاجئين، ولا يحق للغرب – الذي صدع رؤوسنا عن حقوق الانسان- أن ينتفض دفاعاً عن طفل في أوكرانيا ويغمض عينيه عن نهر الأطفال القتلى في فلسطين.

وهنا نتساءل بهدوء.. متى يتم طرد السفراء الإسرائيليين من عواصمنا العربية والإسلامية؟ أوجه هذا التساؤل ليس فقط لمن يقيمون علاقات مع إسرائيل، بل للمطبعين الجدد الذين يلهثون وراء نتنياهو ومجرمي الحروب أمثاله في خطوة لا تستهدف إلّا إرضاء حاكم البيت الأبيض دون مراعاة لمصالح أوطانهم ومشاعر مواطنيهم.
ويكفي أن نرى في هذا السياق دولة مثل ايرلندا يصوّت برلمانها على قرار بطرد السفيرة الإسرائيلية دانا إيرليخ من دبلن، بناء على اقتراح من الديمقراطيين الاجتماعيين في البرلمان الأيرلندي. ليس هذا فقط بل يؤكد نائب رئيس حكومتها مايكل مارتن، أن بلاده تؤيد بقوة خضوع إسرائيل إلى التحقيق أمام المحكمة الجنائية الدولية، في الصراع بينها وبين حركة حماس.
خلاصة القول.. لأن ما يريده المواطن العربي من حكامه لن يتحقق بسهولة، فإننا لا نملك إلّا الدعوة لأبناء غزة بالصمود حتى يتحقق بالنصر، مع والمطالبة بترجمة قرارات قمة الرياض على أرض الواقع عبر رسم خارطة طريق للخروج من المستنقع الذي أدخلنا فيه نتنياهو وعصابته، من خلال العمل الجاد لإقناع العالم بفكرة حل الدولتين، وضرورة تحمل مسؤولياته.

اقرأ للكاتب:

د. هاني الجمل يكتب: صمود غزة وثوابت القاهرة

زر الذهاب إلى الأعلى