د. الصاوى الصاوى أحمد* يكتب: هل المكاسب التي حققتها المرأة المعاصرة في صالحها أم ضدها؟

مما لاشك فيه أن المرأة المعاصرة بوجه عام والمرأة المصرية بوجه خاص قد حققت الكثير من المكاسب الحقيقية التى تميزت بها عن الرجل المعاصر لها .

ومما يؤكد ذلك تفوفقها فى جميع مراحل التعليم ما قبل الجامعى والجامعى والدراسات العليا “كما وكيفا” على أقرانها من الشباب وحصولها على درجات ومرتبة أعلى بمجهودها – بالإضافة إلي تفوقها وإثبات وجودها فى جميع مجالات العمل البحثية والادارية والقيادية ومن أهم ما تميزت به المرأة نضوج فكرها وتفعيل عقلها فى جميع الاتجاهات دون كلل أو ملل , وقويت إرادتها وطموحاتها التى لاحدود لها . مما رفع مكانتها الأسرية على أقرانها من الذكورمن حيث الثقة والنشاط وسرعة الانجاز مما جعل الأسرة تعتمد عليها في كل شيء.

ومن هنا أصبح الكثير من شباب اليوم رجال المستقبل ليس لهم مكانة ولاقيمة بالنسبة للمرأة ولا المجتمع  فمعظم مهامه تقوم بها الأنثى بكل كفائة واقتدار.
والسؤال” الفلسفي” الذى أطرحه دائما وقد يغضب الكثير, وهو هل هذه المكاسب التي حققتها المرأة بكفائتها تعد فى صالحها أم ضدها ؟ معظم الآراء ترى أنها في صالحها نظراً لأنها جعلت المرأة تحقق ذاتها وأثبتت وجودها وأرجعت لها كرامتها ومكانتها المسلوبة والتى كانت تتمثل فى أن المرأة فى مرتبة أدنى من الرجل والآن أصبحت أعلى وأقدر من الرجل المناظر لها ولهذا نجد أن معظم النساء يظهرن السعادة  بهذا التفوق  وبهذه المكانة التي حظيت عليها المرأة المعاصرة. ولكن إذا نظرنا الي الحقيقة المخفية لمستقبل المرأة البعيد من وجهة نظر فلسفية نجد أن معظم هذه المكاسب ليست في صالحها بل ضدها في أمور كثيرة قد لا تدركها المرأة ولا المجتمع في ظل نشوة النجاح والتفوق وإثبات وجودها ومكانتها فى معظم المجلات وأهمها تفعيل عقلها إلي ما هو أبعد مما يجب… وهذا سيكون على حساب طبيعة وفطرة المرأة العاطفية فالنظرية العلمية ترى أنه كلما زاد نشاط وتفعيل العقل عند الإنسان كان على حساب العواطف كما هو عند الرجل الطبيعيي. ولهذا نجد أن العاطفة عند الرجل غير مفعلة علي الدوام لطغيان العقل علي العاطفة وهذا أمر طبيعى لدي الرجال. أما عندما يحدث هذا لدي المرأة فهو غير طبيعى لأنه يؤثر علي الخصائص الطبيعية الأنثوية من عواطف ومشاعر  ومن هنا أصبح العديد من خصائص المرأة العاطفية والأنثوية غير مفعلة معظم الوقت بل أحياناً كل الوقت وامرآة بدون عاطفة لا تعد امرأة طبيعية وليس الأمر عند هذا الحد فقط، بل إن تفعيل عقل المرأة الآن علي مدى اليوم  سواء فى العملية التعليمية والتفوق العلمي ومطتلبات العمل والشقا خارج بيتها والتي تطلب تفعيل العقل الكلي جعلها ناضجة ومتفوقة عقليا وفكريا وأحيانا جسمانيا علي أقرانها من الشباب .وعندما يتقدم لها عريس نجد أن كثير من الفتيات يرفضهن برغم أنه زوج  قد يكون مناسب وعندما تسأل الفتاة عن السبب تقول أن تفكيره “على أده” أي ليس في مستواها الفكري والعقلي و الأخطر اذا تزوجت شاب في مستواها العقلي فسوف تحدث الكثير من المشاكل بينهما لأن عقل فعال مع عقل فعال سينتج بينهما تضارب لأن الحياة الزوجة قائمة علي تمازج وتلاقي العقل مع العواطف فالمرأة تمثل الجانب العاطفي والرجل العقل , وهذا يؤكد نظرية علمية بأن أى إمرأة مهما علا تفكيرها ونضج وتفوقت لا تقبل أن يكون زوج المستقبل وشريك حياتها أقل منها عقلا وتفكيراً. لأن العقل هنا له دور الاحتواء لمشاعر المرأة المتغيرة .كما أن نجاح المرأة وتفوقها فى مجال الدراسة بتقديرات أعلي  أتاح لها فرصة الحصول على الوظيفة والمكانة المرموقة التى قل أن يحصل عليها شباب أو رجال اليوم نظرا لعدم قدرة الكثير منهم علي ملاحقة الفتاة  , ومن هنا تصبح فرصة المرأة أكثر من فرصة الرجل فى الحصول على الوظائف واثبات مكانتها. ومن هنا أصبحت البطالة عند الشباب ظاهرة خطيرة ولجأ كثير من الشباب الي ضياع أوقاتهم في غير فائدة كما لجأ الكثير منهم إلي الإدمان وأصبحو عالة علي المجتمع أجمع…….ألخ. والأخطر هنا أنه لا يمكن لشاب ليس له وظيفة أن يتقدم للفتاة التى أحبها أو أحبته. ومن هنا الخطر على المرأة من عدة اتجاهات الأول هو ارتفاع نسبة العنوسة والثانى لعدم توافر المقمومات الأساسية لدى الشباب لاقتناع أى فتاه به كزوج وإذا تزوجته فهى التى تصرف عليه وعلى البيت وهذا لم يرضى أى أنثى لأن أى إمرأء مهما كانت غنية ولديها المال لا تقبل أن تصرف على الرجل ليس بخلا منها ولكن من حيث القوامة التى شرعها الله سبحانه وتعالى.  
ومن المخاطر أيضاً أن المرأة التى تفعل عقلها طوال الوقت تحقيقاً للمكانة العلمية أو الإدارية أو القيادية تفقد مكانتها وخصائصها الأنثوية وأصبحت شبيهه بالرجولة ويرجع ذلك إلى تنشيط هرمونات الذكورة عن هرمونات الأنوثة بسبب طبيعة العمل التى تقتدى أن تمثل دور الخشونة والجدية فى القول والعمل . وخلاصة المخاطر التى تقع على المرأة أو الفتاة المعاصرة بسبب تفوقها فى جميع مجالات الحياة فهو على حساب حياتها الطبيعية : العاطفية والزوجية والأسرية والأنثوية , فالمرأة الآن أخذت من خصائص الرجولة الكثير وهذا بالضرورة على حساب الخصائص الأنثوية .لهذا أدعو كل فتاة وكل أسرة والمجلس القومى للمرأة أن يتأمل هذه المخاطر ويعمل جديا لوضع الحلول المناسبة . 
                                                                                   
أستاذ الفلسفة جامعة بنها وعميد كلية الآداب جامعة قناة السويس الأسبق

زر الذهاب إلى الأعلى